حركة 8 شباط 1963 أو ثورة رمضان : هي حركة مسلحة أطاحت بنظام حكم رئيس الوزراء في العراق العميد عبد الكريم قاسم، فهي حركة كما يسميها الباحثون المحايدون وثورة كما أسماها قادتها ومؤيدوها(الخبثاء) ، وانقلاب كما أسماها الشعب العراق حيث لازل يذكر ذلك اليوم الاسود الذي دمر مستقبل العراق.
الحركة من وجهة نظر عبد الكريم قاسم وحكومته
لم تتح الفرصة الكافية لحكومة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم للتعبير عن رأيها بالحركة لأن الأخيرة استغرقت يوما واحدا تقريبا أصدر أثنائها قاسم بيانا شجبها ودعا لمقاومتها من خلال خطاب مرتجل تم تسجيله تحت قصف الطائرات لمقره في وزارة الدفاع، حيث اعتبرها حركة طائشة ينفذها أذناب الاستعمار وبعض الخونة والمفسدين لتحطيم النظام الجمهوري، قائلا بأن الحركة سوف تفشل بسبب قوته لأنه وحكومتة لا يُقهران، بما أنه يعمل في سبيل الشعب وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة ودعا الجيش لتمزيق قادة الحركة قائلا: "مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم، إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا، هذه الثورة التي حطمت الاستعمار، وانطلقت في طريق الحرية والنصر، وإنما النصر من عند الله، والله معنا، كونوا أشداء، اسحقوا الخونة والغادرين".
الشخصيات والأحزاب التي قادت الحركة
أسماء بارزة في حركة 8 شباط 1963 | ||
---|---|---|
الاسم | الصورة | نبذة |
عبد السلام عارف | تم ترشيحه لمنصب الرئاسة | |
أحمد حسن البكر | تم ترشيحه لشغل منصب رئاسة الوزراء. كان قد سبق وأيد حركة الشواف في الموصل وأجبر على التقاعد عام 1959. كان أحد القياديين البارزين في حزب البعث | |
علي صالح السعدي | كان يُمثل قيادة التيار المتشدد داخل حزب البعث.
أحد أقطاب انشقاق الحزب الذي تسبب بإقصاء البعث في حركة 18 نوفمبر/ تشرين الثاني لسنة 1963.
| |
عارف عبد الرزاق | ضابطاً طياراً أشرف على تنفيذ مهمة قصف وزارة الدفاع ضمن الصفحة العسكرية للحركة. سبق وأن شارك في حركة الشواف عام 1959. | |
حازم جواد | رُشح وزيرا للداخلية ووزيرا للدولة لشؤون رئاسة الجمهورية. يعتبره البعض القائد الفعلي والأساسي الذي وقف على رأس الأحداث. يمثل التيار المعتدل في حزب البعث والذي أسهم بالانشقاق المعروف في الحزب حيث نفى السعدي ومجموعته إلىإسبانيا. | |
طاهر يحيى | رُشح لمنصب رئيس الوزراء خلفاً للبكر بعد حركة 1818 نوفمبر/ تشرين الثاني وأعيد ترشيحه لرئاسة الوزراء في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف لأقل من سنة واحدة. | |
عبد الغني الراوي | كان رئيس المحكمة العسكرية الصورية التي حاكمت عبد الكريم قاسم ومعه الزعيم طه الشيخ أحمد والعقيد فاضل المهداوي وحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص وجرى التنفيذ بأمر منه وبحضوره، لم يوافق عبد السلام عارف على المسلك الذي اتخذه في إعدام عبد الكريم قاسم. |
كان قادة الحركة عبارة عن شخصيات قومية وبعض ضباط تنظيم الضباط الوطنيين الأحرار أغلبهم من المنتمين إلى حزب البعث، ومن الأسماء الأخرى القيادية للحركة: طالب شبيب، مسارع الراوي، حمدي عبد المجيد، عبد الستار عبد اللطيف، عبد الكريم مصطفى نصرت، صالح مهدي عماش،حردان عبد الغفار التكريتي، منذر الونداوي، عبد الهادي الراوي، رشيد مصلح.
خطاب الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في يوم الانقلاب الاسود :
في الوقت الذي كان فيه القصف يجري على وزارة الدفاع، سجل عبد الكريم قاسم على شريط تحت أصوات الانفجارات والقصف خطاب موجه إلى الشعب والقوات المسلحة وأرسله إلى دار الإذاعة مع الرائد سعيد الدوري، حيث سلم الشريط إلى قادة الحركة، كما أن دار الإذاعة كانت قد احتلت من قبل قادة الأخيرة، ولذلك لم يتسنَ إذاعة الخطاب، وفيما يلي بعض من مقاطعه:
«إلى أبناء الشعب الكرام، وإلى أبناء الجيش المظفر إن أذناب الاستعمار وبعض الخونة والغادرين والمفسدين، الذين يحركهم الاستعمار لتحطيم جمهوريتنا، يحاربوننا بحركات طائشة للنيل من جمهوريتنا، وتحطيم كيانها. إن الجمهورية العراقية الخالدة، وليدة ثورة 14 تموز الخالدة لا تقهر، نحن نعمل في سبيل الشعب، وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة، وتقوية كيان البلاد، فنحن لا نقهر، وإن الله معنا أبناء الجيش المظفر والوحدات، والقطعات، والكتائب والأفراد، أيها الجنود الغيارى، مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم، إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا، هذه الثورة التي حطمت الاستعمار، وانطلقت في طريق الحرية والنصر، وإنما النصر من عند الله، والله معنا، كونوا أشداء، اسحقوا الخونة والغادرين.»
ثم يتوقف التسجيل بسبب دوي القصف، ويعاود قاسم مرة أخرى:
«السلام عليكم أبناء الشعب، أيها الضباط، أيها الجنود، أيها الضباط الصف الأشاوس، أيها العمال الغيارى، إن الاستعمار يحاول أن يسخر نفراً من أذنابه للقضاء على جمهوريتنا، لكنه بتصميمنا، وتصميم الشعب المظفر، فأننا نحن جنود وشعب 14 تموز الخالد الذي وجه الضربات الخاطفة إلى العهد المباد رغم...(كلمات غير مفهومة بسبب القصف)...، رغم الاستعمار، وحرر أمتنا، واسترد كرامتها، فان هذا اليوم المجيد...(كلمات غير مفهومة بسبب القصف)...، لسحق الخونه والغادرين...(كلمات غير مفهومة).»
نجاح الحركة وتشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة والوزارة الجديدة]
تم تشكيل "المجلس الوطني لقيادة الثورة" من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين الأحرار لحركة 14 يوليو / تموز لعام 1958 مع الضباط المساهمين بحركة 8 فبراير / شباط لعام 1963،[25] وغلب على قيادة المجلس أعضاء حزب البعث كما اسندت الوزارات لإثني عشرة وزيرا بعثيا وباقي الوزارات تولتها شخصيات مستقلة أو من تيارات أخرى.
بقيت الصلاحية التنفيذية بيد رئيس الوزراء والتي كانت بيد عبد الكريم قاسم ومن قبله بيد رؤساء وزارات الحكم الملكي. حيث تم إسناد المنصب للواء أحمد حسن البكر، أحد أبرز قياديي البعث والذي كان يتزعم أحد التيارات المعتدلة فيه. وأسند منصب رئاسة الجمهورية للمشير عبد السلام عارف الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة، حيث اختير لكسب ود الجماهير للحركة. [26] لم يتمتع عبد السلام عارف بأي صلاحية لا من قريب ولا من بعيد سوى صلاحية عضو المجلس الوطني لقيادة الثورة، أسوة مع بقية رفاقه من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين والوزراء.
المحكمة الخاصة
غادر عبد الكريم قاسم إلى مبنى الوزارة إلى قاعة الشعب القريبة من مبنى الوزارة، تحت جنح الظلام، وكان بصحبته كل من فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة، والعميد الركن طه الشيخ أحمد، مدير الحركات العسكرية، وقاسم الجنابي السكرتير الصحفي الخاص، والملازم كنعان حداد، مرافقه. ومن هناك قام عبد الكريم قاسم بالاتصال هاتفياً بدار الإذاعة، وتحدث مع عبد السلام عارف طالباً منه التفاوض للمشاركة في السلطة أو السماح له بمغادرة العراق، وفي المحكمة الصورية كرر طلبه وحدد أن يكون سفيراً في تركيا، لكن عبد السلام عارف طلب منه الاستسلام وانه لا علاقة له مباشرة بالحركة وأنه سيكلم قادتها بمطاليبه. عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر 9 شباط 1963 [23] سلم عبد الكريم قاسم نفسه حيث اقتيد ورفاقه إلى ستديو التلفزيون وبعد اتمام المحاكمة التي لم يعلم بتشكيلها عبد السلام عارف إلا بعد انعقادها حيث تم نقله إلى مقر الإذاعة والتلفزيون فالتحق عارف بقيادة البعث هناك محاولا التوسط لعدم إعدام قاسم. كما تشير الوثائق المحايدة بأن عارف طلب من قيادة البعث مقابلة قاسم وتم له ذلك حيث دخل عارف في نقاش وعتب مع قاسم. اقتيد عبد الكريم قاسم ورفاقه إلى ستديو التلفزيون حيث تم إصدار بيان عاجل بتشكيل محكمة خاصة برئاسة عبد الغني الراوي وبعد تلاوة لائحة الاتهام انبرى فاضل المهداوى بالدفاع عن المتهمين إلا أن وضعه النفسي لم يسعفه فانهار طالبا إعفاءة موجها سيلا من الكلمات لقاسم قائلا: "هذا إني مشايفة من سنة.. كله منك".[15] [24] وبعد مداولة صدر حكم الإعدام بحقهم، وقد رفضوا عصب أعينهم حيث تم تنفيذ الحكم من قبل عبد الغني الراوي ومنعم حميد وبعد جدل من قبل قادة الحركة حول عرض صورة رئيس الوزراء من خلال شاشة التلفزيون اتفقوا على عرضها بغية قطع الشك باليقين حول مصيره ومصير أركان حكمه أمام الجماهير المترقبة للتطور المتسارع للأحداث.
وتشير جميع الوثائق من محاضر جلسات ولقاءات صحفية ومقابلات مسؤولين محايدين بأن حادث إعدام رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم أبان حركة 8 فبراير 1963 كانت بقرار من قيادة التيار المتشدد داخل حزب البعث الذي تزعمه علي صالح السعدي الذي كان له الدور الفاعل في تغيير نظام الحكم وذلك من خلال المحكمة العاجلة التي تشكلت بعد يوم من الحركة في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع حيث مقر عمل قاسم.
استمرت الإذاعة ببث بيانات التأييد من رؤساء العشائر وعلماء الدين شيعة وسنة ومسيحيين وقادة الفرق البعيدة عن الأحداث والشخصيات السياسية والعامة المعروفة في البلد. والتي كانت تليها أناشيد وطنية عراقية وعربية. حيث أذاع التلفزيون إهداء أم كلثوم لأنشودة "ثوار لآخر مدى" إلى عبد السلام عارف والتي أنشدتها لقادة الحركة كما سبق وأنشدت أنشودة "بغداد يا قلعة الأسود" لقادة حركة عام 1958، حيث كانت مصر لا تعرف سوى عارف من قادة الحركة الجدد.
وفي مساء يوم 9 فبراير / شباط 1963 عرض التلفزيون العراقي فيلماً تم تصويره من قبل مراسل إحدى وكالات الأنباء الأجنبية عن أحداث ما سمي "بقطار السلام" حيث عرض الفيلم وقائع مؤلمة لكيفية ما سُمي استباحة الموصل وكركوك من قبل مؤيدي الحكومة حيث اقتحموا المنازل وعبثوا بالمحرمات بضمنها حملات الإعدام العشوائي واغتصاب النساء في الشوارع. وتعليقهم بشكل منافي للأخلاق على أعمدة الكهرباء، وسحل الآخرين أحياء بالسيارات العسكرية. كما عرض الفلم بعض أعضاء مليشيا المقاومة الشعبية وهم يحطمون المؤسسات العامة وينقلون مناضد المكاتب الحكومية إلى جادة الشوارع ويضعون عليها علم الإتحاد السوفيتي من جهة وصورة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم من جهة أخرى مع كتابة بالأصباغ "المحكمة الشعبية" حيث جيء بالمئات الذين أصدرت هذه "المحاكم" أحكاما فورية بالإعدام بحقهم لمجرد انتمائهم العشائري أو الحزبي أو بسبب معارضتهم للذين قاموا باعتقالهم.
وبوفاة العميد عبد الكريم قاسم وأفراد نظامه، تكون قد انطوت صفحة ذاقت خلالها شريحة من المواطنين حلاوة الثورة ومنجزاتها، في حين رأت شريحة أخرى بأنها ذاقت ويلات حكم وقف الزمن مندهشا أمام قراراته وسلوكياته.
ما قاله الكتاب المعاصرون
تقرر أن تكون ساعة الصفر للأنقلاب البعثي المشبوه يوم 8 شباط، تبدأ. عند اغتيال الزعيم الركن جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية، يسكن كرادة مريم، ولقد أوكل المتآمرون العملاء الى زمرة من المجرمين الصائعين في الشوارع والشقاوات المأجورين و الصبيان المراهقين المنفلتين من حزب البعث العميل، مهمتهم أغتيال نخبة من الساسة الوطنيين المعروفين بتفانيهم غير المشروط وحرصهم على ثورة 14تموز وعلى المكاسب المجزية التي حققتها الثورة للشعب العراقي، ومن اهم مستلزمات نجاح أنقلابهم الاسود هو أغتيال الضباط الشيوعيين والضباط المقربين من الزعيم عبد الكريم قاسم،و قد أعدت قائمة بأسماء الاشخاص المشمولين بالقتل وعلى رأسهم الزعيم الركن جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية يسكن كرادة مريم، و الزعيم طه الشيخ احمد مدير الخطط العسكرية داره في منطقة العلوية، والزعيم فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية يسكن في منطقة الكرادة الشرقية، والزعيم عبدالكريم الجدة آمر الانضباط العسكري يسكن منطقة الاعظمية، والزعيم ماجد محمد امين المدعي العام العسكري في محكمة الشعب يسكن في منطقة راغبة خاتون،والعقيد سعيد مطر يسكن في منطقة المأمون، والزعيم وصفي طاهر المرافق الاقدم للزعيم عبد الكريم قاسم يسكن مدينة الضباط ، وهكذا توزعت مهام عصابة شقاوات البعثيين ، زمرة بقيادة صلاح سالم مهمتها قتل الزعيم عبد الكريم الجدة،وزمرة أخرى توجهت الى دار العقيد سعيد مطر ، و زمرة كان دليلها حينذاك طارق عزيز( المسجون حالياً) يرافق المجموعة التي تضم صلاح مكي وحسن غافل ومهدي نجم وحسن علي، متوجاً بهم الى دار الزعيم فاضل عباس المهداوي، أما زمرة اغتيال زعيم الجو جلال الاوقاتي وهو المطلوب الاول في حساب الانقلابين وبقتله حددت ساعة التحرك و التنفيذ،، حيث انها قد رصدت تحركاته ونظام دوامه الرسمي منذ فترة ليست بالقصرية،و ساعدها في ذلك احد أقطاب الخيانة والتآمر صالح مهدي عماش ورسم لهم خريطة كرادة مريم وأين يقع بيت الشهيد جلال الاوقاتي، وكذلك مهد لهم التنظيم الحزبي المدني في منطقة كرادة مريم، ويعتبر الزعيم جلال الاوقاتي من أخلص المقربين للزعيم عبد الكريم قاسم والحكم الجمهوري الوطني في العراق، فقد درس البعثيون وزمرهم و خبراء ألانقلابات العسكرية الامريكان وأوضحوا من ان نجاة الزعيم جلال الاوقاتي من القتل سوف يحبط مؤامرتهم الانقلابية لإمكانياته الفنية الواسعة، وخبرته وذكائه العسكري المفرط في أحباط أي تحرك معادي،ولذلك أعتمد الخبراء الطيران كعنصر اساسي في أنقلابهم المشبوه، ولهذا ليس أعتباطاً أن تكون ساعة الصفر والتنفيذ هي قتل قائد القوة الجوية الزعيم جلال الاوقاتي، وتمت عملية الاغتيال كما يصفها أحد أفراد الزمرة المنفذة المدعو غسان عبد القادر، في مقابلة أجريت معه في 24/1/1985بالشكل التالي-( كلفت مجموعتي باعتقال جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية ومن قيادي الحزب الشيوعي العراقي، وأذا مانع بذلك فيتم قتله، وفي ساعة الصفر قامت المجموعة المكلفة بذلك بعمل دورية حول داره الكائنة في كرادة مريم،و بعد خروجه من داره وفي أحد الشوارع الفرعية القريبة من داره حوصر من قبل المجموعة، مما أدى به الامر الى ترك سيارته والهرب، فقامت المجموعة المنفذة بفتح النار عليه وقتله في الحال، وبهدا استطاع حزب البعث أن يتخلص من أحد أقطاب السلطة المهمين والذي لو قدر له البقاء لكان له تأثير كبير في تغيير موازين القوى لصالح سلطة عبد الكريم قاسم) وكان مرشد المجموعة حسب عائلة المغدور الشهيد جلال الاوقاتي،هو اللاعب في المنتخب العراقي لكرة القدم،محمد ثامر شقيق مدير الامن أنور ثامر،وهناك شاهد عيان آخر وهو الاستاذ( نهاد باشاغا السليم) الذي يسكن في ذات الشارع يقول( كان ذلك في صباح يوم الجمعة المصادف 8 شباط عام 1963، كانت عقارب ساعتي تشيرالى التاسعة إلا سبع دقائق، عندما وقفت سيارة جيب عسكرية قرب الدكان المقابل للمشتمل الذي كنت أسكن فيه في كرادة مريم،، وكان يجلس في السيارة هذه اربعة رجال- السائق وبجانبه شخص وأثنان في الخلف،وقد وضعوا رشاشاتهم على أرجلهم، وفي تلك اللحظة كان رجل طويل ذو أكتاف عريضة يسير وبجانبه طفل وقد وضع يده بيد طفله ،، ترجل الشخص الذي بجانب السائق وأطلق النار على الرجل الطويل وأرداه قتيلاً، ثم تحركت السيارة وتركت الجثة مطروحة على الارض،،وبعد ذلك سألت صاحب الدكان عن الذي ُقتل فأجاب، أنه الزعيم جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية،،ويصف الباحث والمؤرخ حنا بطاطو، عملية الاغتيال كما يلي- كان جلال الاوقاتي يقود سيارته يرافقه أبنه الصغير الى محل لبيع الحلويات قرب منزله، وما ان نزل من سيارته حتى توقفت سيارة تحمل أشخاص أخرجوا مسدساتهم وأطلقوا النار عليه، وأصيب جلال الاوقاتي في كتفه وحاول أن يهرب ليختبئ، لكنه أصيب ثانية في الرأس وسقط على الرصيف وأسرع المهاجمون بالهرب وأختفوا،، ويذكر الزعيم اسماعيل العارف في مذكراته الموسومة اسرار ثورة 14تموز ما يلي- عند الساعة الثامنة والنصف من صباح 8شباط عام 1963وقفت سيارة امام دار الزعيم الركن الطيار جلال الاوقاتي آمر القوة الجوية، ونزل منها ثلاثة شبان طرق احدهم باب الدار، وعند فتحها لهم أنهالوا عليه برصاص غدارتهم وتركوه جثة هامدة على عتبة داره، وبعد مقتل جلال الاوقاتي أي عند الساعة التاسعة صباحا شرع بتفيذ الانقلاب الدموي، وقامت طائرتان من قاعدة الحبانية بقصف وزارة الدفاع،فقد كانت عملية قتل الاوقاتي إشارة بالتحرك وساعة الصفر، ومنذ ذلك اليوم الاسود ترادف البعثيون العملاء على الحكم بأنقلابات دموية مخزية مدفوعة الثمن متوجة بأستباحة دم الشعب العراقي الطاهر ودفن العراقيين وهم أحياء في المقابر الجماعية،،،، (بشر القاتل بالقتل،، وبشر الزاني بالزنا) ( اقتبست من 1- دكتورعلي كريم،عراق 8 شباط ،1963،2- دكتور عقيل الناصري،اليوم الاخير لقاسم،ص 276، )
0 التعليقات:
إرسال تعليق